كل الرياضاتمانشستر يونايتد × ليفربول | بين الخروج عن الأعراف ورد الدين

مانشستر يونايتد × ليفربول | بين الخروج عن الأعراف ورد الدين

- Advertisement -
- Advertisement -

في عالم كرة القدم، دائما ما تبلغ العداوة بين الفرق المنتمية للمدينة الواحدة ذروتها، إذ أن الجماهير تنظر إلى الجار على أنه العدو اللدود ويتمنون دائما خسارته وسقوطه، وقد يصل الأمر إلى تمني خسارة الفريق الذي يشجعونه إن كان ذلك سيؤدي لخسارة الجار لبطولة يصارع من أجلها أو هدف يطمح له.

وتعتبر جماهير بعض الأندية الانتصار على الجار بمثابة بطولة خاصة خلال الموسم، خاصة وإن أدت الهزيمة التي تلحق بالخصم إلى خسارة هدف يسعى له، وهو ما يجعل هذه المواجهات ذات طابع خاص وهذه الانتصارات تبقى في الذاكرة لفترات طويلة.

هزيمة مشرفة

اشتباك معتاد بين يونايتد وليفربول

دائما ما يشعر المشجع بالمرارة عندما يتعرض فريقه المفضل للهزيمة، ولكن هناك بعض الهزائم التي يتمناها المشجع لفريقه، كرها في الجار ورغبة منه في إلحاق أشد الأذى به، حتى وإن كان ذلك من خلال هزيمة فريقه المفضل، ولكن فشل العدو اللدود يذهب مرارة الهزيمة لديه.

وكانت أشد الحالات وضوحا وجدا، التي شهدها الكالتشيو الإيطالي موسم 2009/2010 عندما استضاف لاتسيو نظيره إنتر ناسيونال في ملعب الأوليمبيكو في الجولة 36 وقبل جولتين فقط من نهاية الموسم، وكان يخوض النيراتزوري منافسة شرسة على اللقب في مواجهة روما، العدو اللدود للاتسيو، وتمكن الإنتر من تحقيق الفوز بنتيجة هدفين دون رد وسط احتفالات من جماهير العاصمة مع كل هدف يحرزه الضيوف، احتفالا باقتراب ضياع اللقب من روما.

وعلى الرغم من معاناة لاتسيو خلال هذا الموسم ومنافسته على البقاء في الدوري الإيطالي حتى الرمق الأخير من البطولة، إلا أن جماهير الفريق تناست كل ذلك مفضلة إلحاق الضرر بذئاب العاصمة وضياع بطولة الدوري من غريمهم الأذلي، حتى وإن كان ذلك على حساب فريقهم، وبالفعل خسر روما البطولة في النهاية بفارق نقطتين، لتحتفل جماهير نسور العاصمة بفقدان روما اللقب، مؤكدين أنهم سعداء وفخورين بفريقهم لأنه ساهم في ضياع اللقب من فريق العاصمة الآخر روما.

 وتكرر الموقف بصورة مشابهة في بلاد الإنجليز، عندما استضاف ويست هام اللندني نظيره ليفربول في الجولة قبل الأخيرة من البطولة، وكان يخوض الريدز صراع التأهل الأوروبي أمام أرسنال اللندني، ليتمكن ليفربول من سحق ويست هام برباعية نظيفة وسط احتفالات جماهير المطارق الإنجليزية مع كل هدف للضيوف.

عقب انتهاء المباراة، هاجمت جماهير ومسؤولو أرسنال لاعبي ويست هام متهمين إياهم بتسهيل المباراة للريدز من أجل منع أرسنال من تحقيق هدفه خلال هذا الموسم، وعلى الرغم من قدرة ليفربول على تحقيق الانتصار دون الدخول في هذا المهاترات، إلا أن احتفالات الجماهير اللندنية أثارت الشكوك حول نية الفريق ككل، ودلت على هدف جماهير ويست هام من هذه المباراة ورغبتهم الأولى في إلحاق الضرر بالجانرز.

رغبة مختلفة

الصراع المعتاد بين أبناء مدينة مانشستر

يخوض نادي ليفربول منافسة شرسة على اللقب الغائب منذ ما يقارب ال30 عام أمام مانشستر سيتي، صراع يجعل مباريات ليفربول المتبقية في مسابقة الدوري هذا الموسم بمثابة مباريات الكؤوس، وستكلف أي نتيجة غير الفوز الريدز غاليا، فلا يوجد مجال لنزيف نقاط أخرى.

ويحل ليفربول ضيفا ثقيلا على الفريق الآخر من مدينة مانشستر، نادي مانشستريونايتد، ولديه هدف واحد وهو تحقيق الفوز من أجل الاستمرار في صدارة البريمرليج، ويدخل اليونايتد بهدف إرسال هدية غالية لجاره السيتي عن طريق إيقاف قطار الريدز المنطلق على عكس الأعراف المتبعة بين أبناء المدينة الواحدة.

تأتي رغبة مانشستر يونايتد وجماهيرهم في إيقاف الريدز والمساعدة في توجيه اللقب إلى الجار، بسبب العداوة التاريخية بين الفريقين أكثر من المثارة بين فريقي مدينة مانشستر، حيث يعد ليفربول هو المنافس الأشرس للشياطين الحمر على مدار التاريخ، فيبلغ الفارق بين بطولات الدوري التي تمكن الفريقان من الفوز بهما بطولتين فقط، وهو ما يدفع الجماهير للرغبة في تحقيق السيتي للقب مع حصوله على 3 بطولات دوري فقط.

عداوة مانشستريونايتد مع ليفربول تمتد على مدار التاريخ، سواء كانت بسبب التقارب في عدد الألقاب بين الناديين أو العداوة التاريخية بين الطرفين والناتجة من أمور إجتماعية لها علاقة بالتجارة، هنا يظهر السبب في رغبة جماهير اليونايتد الجامحة في المساهمة في حرمان ليفربول من اللقب حتى وإن كان ذلك سيؤدي إلى إهداءه للجار.

رد الدين

جيرارد عقب إعادته للكرة بالخطأ إلى دروجبا

يسعى مانشستريونايتد لرد دين ما فعله ليفربول موسم 2009/2010، عندما كانت المنافسة محتدمة بين الشياطين الحمر وتشيلسي على لقب الدوري، وجاءت الجولة قبل الأخيرة من عمر المسابقة والتي استضاف خلالها ليفربول ضيفه اللندني، ويقوم قائد ليفربول التاريخي جيرارد بتمرير الكرة إلى دروجبا أمام مرمى الريدز ليفتتح الفيل الإيفواري النتيجة للضيوف، وسط احتفالات من جماهير ليفربول وابتسامة خفية من جيرارد.

هاجت الجماهير الحمراء من مدينة مانشستر بعد هذه المباراة متهمة ليفربول وقائدهم بتسهيل الفوز لتشيلسي من أجل مساعدته في الحصول على اللقب وحرمان اليونايتد من ذلك، وخرج الإعلام المنتمي لليونايتد في هجوم ضاري على الريدز، وهو الهدف الذي لم ولن تنساه جماهير الشياطين الحمر منذ ذلك التوقيت.

دين انتظر اليونايتد طويلا من أجل رده إلى ليفربول وحرمانه من لقب الدوري أو على أقل تقدير المساهمة في ذلك، حتى يذيقونهم مرارة خسارة اللقب مثلما حدث قبل 10 أعوام من الآن، ورغبة في تعزيز العقدة للريدز وعدم قدرته على تحقيق لقب البريمرليج بمسماه الجديد حتى الآن.

مباراة متشعبة الأهداف، ومعقدة الاتجاهات، إذ أن اليونايتد يقع بين خيارين أقلهما مر، إما أن يساعد جاره في تحقيق اللقب وتعزيز شخصيته التي يسعى إلى رسمها خلال الفترة الحالية، أو مرور عدوه اللدود من بوابته في طريقه لفك عقدة البطولة الغائبة منذ 30 عام، وإن كان الخيار الأول هو الأهون لدى مشجعي الشياطين الحمر، ولكن الشئ المؤكد أننا أمام مباراة قيمتها أكبر كثيرا من ثلاث نقاط وإنما هي حرب كروية شرسة ستتحكم بصورة كبيرة في مسار بطولة كاملة.

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار