كل الرياضاتفينجر وإيمري.. وجهان لعملة واحدة

فينجر وإيمري.. وجهان لعملة واحدة

- Advertisement -
- Advertisement -

البعض يرى أن الانطباع الأول هو ما يدوم إلى الأبد وهو صاحب التأثير الأكبر الذي يستمر طويلا، وآخرون يرون أن آخر ما يعيشه الإنسان هو ما يبقى عالقا في الأذهان ويمحي ما قبله سواء سيئا كان أو جيدا، وبين هذا الرأي وذاك، يعيش مشجعون كرة القدم حالة من العشق مع أشخاص يروهم أصحاب الفضل لفريقهم، وآخرون يكرهون مجرد ذكر اسم أشخاص بعينها لما تسببوا فيه من انهيار وحالة متدنية لفريق.

 

أرسين فينجر، المدرب التاريخي لنادي أرسنال الإنجليزي، وأحد أكثر المدربين الذين أثاروا الجدل في تاريخ كرة القدم حول كونه مدرب ناجح أم فاشل حطم أرسنال وتركه فريق مفكك سهل المنال، جماهير الأرسنال نفسها انقسمت حول فينجر فالبعض يراه صاحب الفضل الأكبر في تاريخ الجانرز، والبعض الآخر يلعنه في كل وقت ويراه سبب انهيار الفريق على مدار سنوات طويلة حتى وصل بهم الحال لما كانوا عليه في آخر مواسمه، وهو موقف يفسر تفصيليا ما قلناه سابقا، البعض يتأثر بالانطباع الأول والآخر يظل عالقا في ذهنه آخر المشاهد.

 

لا يختلف أحد على تاريخ أرسين فينجر الكبير مع أرسنال حيث حقق مع النادي 3 بطولات للدوري، و7 بطولات من كأس الاتحاد الإنجليزي بالإضافة إلى 7 بطولات من الدرع الخيرية، ولكن تبقى المعضلة الأكبر هي السنوات الأخيرة التي قاد فيها الفرنسي فريق أرسنال، حيث يرى الكثيرون أن فينجر قد أضاع كل ما بناه مع الفريق اللندني في السنوات الأخيرة حيث أضاع هيبة أرسنال كفريق كبير في إنجلترا فابتعد عن حصد لقب الدوري لمدة 14 عام تحت قيادة المدرب الفرنسي المخضرم بالإضافة إلى تكبد خسائر فاضحة في السنوات الأخيرة بنتائج عريضة، إضافة إلى ذلك ظهور الفريق بصورة مفككة في كثير من الأحيان وعدم إبرامه لصفقات كبرى في الآونة الأخيرة.

 

 

دعونا نسلط الضوء أكثر على موسم فينجر الأخير مع أرسنال، حيث انهى الفريق اللندني بطولة الدوري في المركز السادس برصيد 63 نقطة، حيث خسر الفريق 13 مباراة خلال هذا الموسم وهو رقم كبير للغاية بالنسبة لفريق بحجم أرسنال، وظهر الفريق مفككا في أغلب فترات الموسم دون وضوح لرسم تكتيكي محدد أو طريقة لعب محددة، الإضافة إلى عدم ضغط أرسين فينجر من أجل إبرام صفقات تقوم بإنقاذ الفريق في ظل تدعيم جميع الأندية لفرقها من أجل المنافسة على لقب الدوري.

 

وعندما أعلن فينجر رحيله مع نهاية الموسم عن الفريق الذي جلس على مقعد المدير الفني الخاص به لمدة وصلت إلى 22 عام، ترك من بعده فريقا لا يستطيع حصد أي شئ أو مقارعة الكبار في ظل تدعيم الأندية الكبرى لصفوفها بمئات الملايين، والفريق الذي تركه فينجر للمدرب القادم من بعده كان نتاج تكاسل وتراخي في تدعيم الفريق لسنوات متتالية فأصبح مفاتيح لعب الفريق تتمثل في الاعتماد على لاعبين أمثال ويلبيك وأيوبي وغيرهم، وهم أقل كثيرا من الموجودين في الفرق المنافسة، ليصبح الفريق كالقنبلة الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة في وجه المدرب القادم، والغير قادر على الرهان على مثل هذه الأسماء من أجل صناعة الفارق في مقارعة الكبار.

 

 

يأتي بعد ذلك يوناي إيمري، مدير فني ليس من الصفوة في عالم التدريب، هاجمت الأغلبية العظمى من جماهير الجانرز التعاقد معه حيث رأوا أنه مدير فني ليس على مستوى الطموحات من أجل النهضة بالفريق وإعادة هيبة الفريق اللندني وسط كبار إنجلترا، وتحرك المدرب الإسباني خلال سوق الانتقالات في حدود المتاح له من أجل إنفاقه فتعاقد مع لاكازيت وأوباميانج بجانب توريرا وجندوزي مع الحارس لينو، وضم ليكشتاينر في صفقة انتقال حر، وهو سوق انتقالات محدود إذا ما قورن بالصفقات التي أبرمتها الفرق الكبرى الأخرى في إنجلترا وبوضع كل هذه الأندية مع وضع أرسنال الذي يحتاج تدعيم أكثر.

 

بدأ الموسم بداية سيئة لينظر جماهير الأرسنال المتشائمة من الأساس بموسم لن يقل كارثية عن موسم فينجر الأخير، حيث خسر الفريق أول مباراتين له في بداية الموسم أمام مانشستر سيتي وتشيلسي، لكن بعد ذلك انقلب الحال تماما حيث لم يخسر الفريق أي مباراة منذ ذلك الوقت خاض الفريق 18 مباراة بعد ذلك في جميع البطولات لم يخسر خلالهم أي مباراة ليتصدر مجموعته في الدوري الأوروبي بالإضافة إلى احتلاله المركز الرابع بفارق 8 نقاط فقط عن المتصدر، لتبدأ جماهير الجانرز في الوقوع في حب إيمري رويدا رويدا، مع مستوى الفريق الذي يتطور تدريجيا.

 

فنيا، تميز إيمري في ولايته مع الأرسنال بمرونته الشديدة حيث أصبح يتعامل مع كل مباراة على حدى محاولا استغلال نقاط ضغط الخصوم وهو ما يستطيع تطبيقه بصورة رائعة، وهي الطريقة الأمثل من أجل الاستمرار وسط الكبار مع استمرار انخفاض مستوى لاعبي الفريق إذا ما قورنوا بالآخرين، بالإضافة إلى إعادته لشخصية أرسنال من جديد حيث أصبح الفريق يتمكن من العودة في النتيجة إذا تأخر مرة وإثنين وهو ما يعكس مدى تأثيره على اللاعبين وثقتهم وقتالهم حتى الأنفاس الأخيرة.

 

هنا نجد أننا أمام وجهين لعملة واحدة وهي أرسنال، أحدهما فشل في إدارة ملف الكرة مع الفريق بداية من الصفقات والتي أصبح غير قادر على إبرام صفقات تقدم الإضافة للفريق ولم يعد لديه خطة واضحة في سوق الانتقالات، مرورا بشكل الفريق فنيا والذي أصبح مفككا بصورة كبيرة وأصبح سهل المنال للجميع وهو ما أفقد الفريق هيبته، نهاية شخصية الفريق التي تم محوها في الفترات الأخيرة حيث أصبح الفريق يخسر بنتائج كارثية، والوجه الآخر هو النجاح بأقل الإمكانيات حيث تحرك إيمري في سوق الانتقالات بخطة واضحة وعين خبيرة تعرف ما تريد، انتقالا إلى فريق أصبح أكثر تماسكا واختيار الأسلوب الأمثل من أجل الاستفادة الأكبر من عناصر الفريق والدخول وسط الكبار بالإضافة إلى إعادة شخصية أرسنال والتي بهتت تدريجيا لسنوات حتى أصبحت مختفية.

 

 

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار