في مثل هذا التوقيت من العام الماضي و تحديدا يوم الثالث من يناير لعام 2019 اعتلى فريق ليفربول جدول الدوري الانجليزي الممتاز برصيد 54 نقطة و بفارق سبعة نقاط عن منافسه مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني ب 47 نقطة .
و كان كلا من الفريقين قد لعبا 20 مباراة في الدوري الانجليزي و يتبقى لكل منهما 18 مباراة أخرى ليخوضاهم بما فيهم لقاء يجمع بينهما على ملعب الاتحاد معقل فريق مانشستر سيتي .
لقاء الذهاب بين الفريقين انتهى بالتعادل السلبي على ملعب انفيلد في ليفربول .
و رغم ان في ذلك الوقت بدت الأمور في صالح فريق ليفربول و انه الأقرب للفوز ببطولة الدوري الانجليزي إلا أن المسابقة انتهت بفوز مانشستر سيتي باللقب و بفارق نقطة عن وصيفه ليفربول بعد سيناريو درامي كبير .
بداية تعثر ليفربول كانت في مواجهة الجولة 21 أمام منافسه مانشستر سيتي نفسه حيث فاز فريق السيتي على ليفربول بهدفين مقابل هدف و بذلك أصبح الفارق بين الفريقين 4 نقاط لصالح ليفربول في جدول ترتيب الدوري .
و في الجولة 25 خسر مانشستر سيتي أمام نيوكاسل لكن ليفربول لم يستغل ذلك التعثر جيدا و تعادل أمام ليستر سيتي و بذلك أصبح الفارق خمس نقاط لصالح ليفربول في جدول ترتيب الدوري .
بعد ذلك تعثر ليفربول في ثلاث مناسبات فيما تبقى من مباريات الدوري حيث لتعادل أمام ويستهام و مانشستر يونايتد و إيفيرتون في الجولات 25 و 27 و 29 و في المقابل لم يفقد مانشستر سيتي أي نقطة حتى نهاية المسابقة مما أدى لتصدر مانشستر سيتي المسابقة بفارق نقطة و إحرازه لقب الدوري في النهاية .
و عندما نلقي نظرة على جدول ترتيب الدوري الانجليزي لهذا الموسم نجد ان ليفربول يتصدر المسابقة أيضا و ب 58 نقطة أي بفارق 4 نقاط عن رصيده في مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي .
و لكن هناك بعض العوامل التي اختلفت عن الموسم الماضي و التي تشير الى اقتراب ليفربول من تحقيق لقب الدوري و عدم خسارته للصدارة مثلما حدث الموسم الماضي .
أولا : انخفاض مستوى المنافسين .
يعد انخفاض مستوى منافسي ليفربول على لقب الدوري و تذبذب مستواهم هو العنصر الرئيسي الذي يرجح كفة ليفربول في الاستمرار في الصدارة حتى النهاية
يتصدر ليفربول الدوري بفارق 13 نقطة عن وصيفه ليستر سيتي و بفارق 14 نقطة عن مانشستر سيتي صاحب المركز الثالث .
بينما في الموسم الماضي كان الوصيف مانشستر سيتي قد جمع 47 نقطة اي يفصله عن المتصدر ليفربول 7 نقاط فقط .
ثانيا : تحسن مستوى ليفربول بعض الشئ .
لم يتعادل ليفربول سوى مباراة واحدة هذا الموسم بينما الموسم الماضي في مثل هذا التوقيت كان قد تعادل في ثلاث مباريات و في كلا الموسمين لم يهزم حتى هذه المرحلة من الموسم .
ثالثا : تأخر مواجهة الدور الثاني بين ليفربول و مانشستر سيتي .
في الموسم الماضي و حينما كان الفارق سبعة نقاط تواجه الفريقان بالدوري في الجولة ال21 من المسابقة مما زاد الضغوط على فريق ليفربول خوفا من تقليل الفارق بين الفريقين إلى 4 نقاط في حالة الهزيمة و هو ما حدث بالفعل مما زاد الضغوط على لاعبي ليفربول في كل لقاء يخوضه بعد ذلك في ال17 جولة التالية .
بينما في هذا الموسم سننتظر حتى الجولة 32 من المسابقة أي قبل النهاية ب 6 جولات و ليس ب 17 جولة مما قد يعطي ليفربول الفرصة لالتقاط الأنفاس في مواجهات فرق اقل من مانشستر سيتي في الدور الثاني قبل مواجهة خصمه .
رابعا : ثقة فريق ليفربول في قدراته على تحقيق الألقاب .
في الموسم الماضي في مثل تلك المرحلة من الموسم لم يكن ليفربول قد حقق أي لقب مع مدربه يورجن كلوب طوال ثلاثة أعوام بل و خسر نهائي دوري أبطال أوروبا و نهائي الدوري الأوروبي و كاس السوبر خلال تلك الفترة و كذلك لم يحقق النادي أي بطولة كبرى طوال 13 عاما لكن في التوقيت الحالي فان فريق ليفربول قد حقق لقب دوري أبطال أوروبا و كاس السوبر الأوروبي و كاس العالم للأندية مما يعطي ثقة للاعبي و مدرب ليفربول في قدرتهم على تحقيق الألقاب الكبرى و يعطيهم الخبرة في المواجهات الكبيرة .
كل تلك المؤشرات تقف في صالح فريق ليفربول و تشير إلى أن ليفربول اقترب من تحقيق اللقب الغائب عن خزائنه منذ 29 عاما .