تقرير| جنرالات الكرة المصرية

عشق وشغف كرة القدم، دائما لا يرتبط بالعمر أو الحالة المادية أو الاجتماعية أو منصب معين، فا لكرة القدم سحر خاص دائما مايسيطر على عشاقها، تجعلهم يضحون بمناصب أو مستقبل باهر من أجل فقط أن يظلوا بجوار الكرة، ومن أجل أن يعيشوا تفاصيلها، وكثيرا ما عشق من ينتمون للقوات المسلحة كرة القدم ولم تبعدهم المناصب أو صعوبة العمل عن كرة القدم، ليكونوا بالفعل جنرالات الكرة المصرية، وأصحاب بصمات حقيقية على اللعبة صاحبة الشعبية الأولى فى مصر والعالم.

الفريق محمد حيدر باشا

هو وزير الحربية فى عهد الملك فاروق، وعهد الرئيس جمال عبد الناصر، الرجل الذى عشق كرة القدم وتيم بحب نادى الزمالك، وبدا عشق الفريق حيدر بكرة القدم ونادى الزمالك عن طريق الصدفة، وذلك حينما تعرض حيدر لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى الفرنساوي، وكان يجلس عصراً فى شرفته المطلة على نادى المختلط ( الزمالك فى ذلك التوقيت)، وكان يستمتع بمشاهدة فريق المختلط وهو يهزم الفرق الانجليزية فى ذلك الوقت.

ليقع حيدر باشا فى حب وعشق الزمالك، وعندما عرض عليه يوسف محمد سكرتير النادى أن يتولى رئاسة النادي لم يرفض وكان الزمالك يمر بظروف عصيبة فى ذلك الوقت، حيث تولى رئاسة الزمالك لمدة 30 عاما ليكون أكثر من جلس على كرسى رئاسة المارد الأبيض، حيث تولى رئاسة النادى عام 1923 وحتى عام 1952 حيث قيام ثورة يوليو، وهو الرئيس الرابع الذى تولى رئاسة النادى وثانى مصرى بعد الدكتور محمد بدر.

ومن أبرز مواقف الفريق محمد حيدر باشا، وهو رئيس لاتحاد الكرة المصرى ورئيس الزمالك، هو قراره بشطب لاعبى النادى الأهلى بقيادة محمود مختار التتش قائد الفريق، بعد سفرهم لفلسطين رغم عدم موافقة اتحاد الكرة برئاسة حيدر، قبل أن يتراجع عن إيقافهم بعد فترة اقتربت من العام، ليعود الأهلى ويواجه المختلط ( الزمالك ) فى نهائى الكأس ويفوز الزمالك 6 -0، بعد أن لعب الأهلى دون لاعبيه الأساسين، بعد رفض التتش الاعتذار لحيدر باشا.

اللواء على زيوار

هو أحد أهم المعلقين فى تاريخ الكرة المصرية، وكذلك أنجح من تولى منصب مدير الكرة فى تاريخ النادى الأهلى بل والكرة المصرية، وولد زيوار عام 1922 واكتشف موهبته عبد البقال كشاف النادى الأهلى، لينضم لصفوف الأهلى ويلعب ضمن صفوفه من موسم 1938 حتى 1949، قبل أن يعلن اعتزاله ويتفرغ لعمله بالقوات المسلحة.

وفى موسم 1959، بعد تدهور مستوى الأهلى استدعى المشير عبد الحكيم عامر، على زيوار لتولى منصب مدير الكرة لانقاذ الفريق، فلم يوافق زيوار إلا إذا تم تنفيذ شروطه، ومنها وضع لائحة مالية ثابتة للفريق، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب لأول مرة فى تاريخ الأندية المصرية، وتمت الموافقة على شروطه ليتولى المهمة، وينجح الفريق فى الفوز ببطولة الدورى بعد كان فى المركز العاشر بعدها ترك الفريق وعاد إلى عمله الأصلى، قبل أن يعود مجددا فى عام 1966 بعد تدهور حال الأهلى جاء مع الفريق عبد المحسن مرتجى الذى تولى رئاسة النادى ليتولى مهمة مدير الكرة من جديد بعد الموافقة على شروطه، والتى كانت أهمها قبول استقالته من الجيش، لينجح الفريق فى الفوز ببطولة كأس مصر بعد التغلب على الترسانة أحد أقوى الفرق فى ذلك التوقيت، ليسافر بعدها لانجلترا لمشاهدة مباريات كأس العالم 1966 كما وعده المشير عبد الحكيم عامر رئيس اتحاد الكرة فى ذلك الوقت، الذى استدعاه للعودة كمدير كرة.

وفى مجال التعليق، كان لزيوار أداء مميز وأنيق بالاضافة لاستخدامه العبارات الشعبية الدارجة الشارع أثناء التعليق على المباريات، ومنها إيه الحلاوة دى ويا ولد يا ولد يا ولد، وأنا مش متكيف من الماتش ده، كما استخدم أيضا ألفاظا صادمة، لم يسمعها الجمهور من قبل رغم صحتها اللغوية مثل الأهلى نازل الملعب بلباسه الأحمر.

ومن أشهر مواقفه فى مجال التعليق، الواقعة الشهيرة عندما كان يعلق على مباريات كأس العالم 1982 بإسبانيا، عندما أصر على نطق اسم اللاعب البرازيلى فالكاو ليصبح فالساو، بل وظل يتباهى بأنه الوحيد من بين كل المعلقين الذى ينطق اسم اللاعب نطقا سليما، قبل أن يتراجع ويعلن أن الأسم الصحيح فلكاو، قبل أن يعلق ساخرا إحنا بقى بتوع اللغات.

العميد حمادة إمام 

محمد يحيى الحرية إمام الشهير بحمادة إمام، أحد أهم لاعبى الزمالك خلال فترة الستينات وبداية السبعينات، وأحد أهم من ساهموا فى شعبية نادى الزمالك، من خلال أدائه المميز وأهدافه الرائعة، كما لقب بالثعلب نظرا لذكائه الشديد داخل الملعب، كما يعد من أشهر معلقى كرة القدم فى تاريخ التلفزيون المصرى والقنوات العربية.

ولد إمام فى عام 1943 وهو نجل حارس الزمالك يحيى الحرية إمام، لينضم لصفوف الزمالك عام 1957، ليلعب فى صفوف الفريق الأول عام 1958 وحتى اعتزاله عام 1974، ليحقق مع الزمالك 3 بطولات دورى و 4 بطولات كأس مصر، وبعد الاعتزال اتجه إلى مجال الإدارة، ليتولى منصب مدير الكرة بنادى الزمالك ويحدث نقلة فى العمل الإدارى داخل القلعة البيضاء، ليتولى بعد ذلك منصب عضو مجلس إدارة النادى الأبيض، قبل أن يصل لمنصب نائب رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم.

وكان إمام أحد أبطال حرب أكتوبر 73، حيث استمر ضابطا بالقوات المسلحة حتى وصل لرتبة عميد، وتعد مباراة الزمالك ضد ويستهام الانجليزى، أشهر لقاءات الثعلب، حيث سجل 3 أهداف من 5 سجلها الزمالك، لتنشأ الجماهير رابطة خاصة لتشجيعه فقط.

وكان التعليق الرياضى، سبب تعلق عدد كبير من جماهير الكرة بحمادة إمام، خاصة الجماهير التى لم تشاهده فى الملاعب، فاشتهر إمام بأسلوب مميز وخاص به مما جعل الجماهير تنتظر بلهفة المباريات التى يعلق عليها، ومن أشهر الجمل التى تتذكرها الجماهير دائما لإمام، هاتها من الشبكة، وياولد حازم يالعيب، ومن خرم إبرة وياه على الكرة وحلاوتها يا على الكرة وإثارتها، كما قدم فى التلفزيون عبر شاشة النيل للرياضة، واحد من أنجح البرامج الرياضية لسنوات طويلة، ألا وهو برنامج أهداف الأسبوع مع الثعلب.