تقرير | جنة كرة القدم بين الماضي والإنهيار في الحاضر

تقرير | جنة كرة القدم بين الماضي والإنهيار في الحاضر

Array
- Advertisement -
- Advertisement -

جنة كرة القدم ومقصد أساطير اللعبة في الثمانينيات والتسعينيات وأول الألفية الجديدة أصبح على العكس الأن
بدلًا من كونه محط أنظار عشاق كرة القدم في العالم ، البساط ينسحب تدريجياً من الدوري الإيطالي وتقل الأضواء وتتوجه نحو دوريات آخرى .
قد يرجع السبب لتدهور الحالة الإقتصادية وارتفاع الدين العام في البلاد لتدهور أحوال الكالتشيو
لكن الإقصاد الإسباني لا يختلف كثيرًا عن نظيره الإيطالي ومع ذلك لم تدهور أحوال أندية القمة في إسبانيا
فقد تكون هناك أسباب أخرى لموسم جديد من الخيبة والإخفاق الأوروبي عاشته إيطاليا بغياب تام عن نصف نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي
تعرض النادي الأقوى والأكثر إستقرارًا في إيطاليا يوفينتوس لخسارة مؤلمة أمام أياكس
وعلى الرغم من وجود رونالدو تراجع الفريق خطوة للوراء مقارنة مع السنين الماضية
نابولي وإنتر حالات متشابهه خسر الأول من أرسنال وودع الدوري الأوروبي بالخسارة ذهابًا وإيابًا دون تسجيل أي هدف
روما يفشل في عبور بورتو وينكسر أمام النادي البرتغالي ميلان يخرج من دور المجموعات ولاتسيو يطرد في دور الـ 16 ، بينما لم يكمل أتالانتا بعد جولات التصفيات.
مع النظر لأحوال الأندية من غير المنطقي انتظار تحسن نتائج المنتخب الذي غاب عن كأس العالم الماضي في روسيا 2018
و هنا نستعرض معًا بعض أسباب انهيار جنة كرة القدم

الأزمة المالية

لا يوجد مال في إيطاليا في الوقت الحالي وأفضل لاعبين سيذهبون للعب في بطولات الدوريات الأخرى – أسبانيا ، إنجلترا ، ألمانيا ، إيطاليا تنهار

اليساندرو نيستا في تصريح لـ BBC

إذا كان الدوري الإيطالي يحتاج شيئًا بشدة فهي الأموال ، القوة الشرائية للأندية ضعيفة بشكل واضح مقارنة مع نظيرها في اسبانيا ، ألمانيا وإنجلترا
في 2008 ظهرت بوادر الأزمة ، إشتكت عدة أندية من وجود عجز في ميزانيتها بالتزامن مع الأزمة الإقتصادية التي ضربت العالم
تأثرت الشركات الراعية ومعظم ملاك الأندية وانعكس بشكل واضح على الأندية حيث فُرضت ضرائب بنسبة 50% ، وهو ما أدى لتفضيل اللاعبين الرحيل لدوريات أخرى (الدوري الإنجليزي 40% – الإسباني 25%)

قانون الملكية التجارية وحقوق البث

ضعف موارد الأندية يتضمن عدة أسباب أبرزها قانون الملكية التجارية وحقوق البيع حيث تنتشر عمليات القرصنة دون أي تدخل حكومي رادع
سعر المنتجات المقلدة لا يقارن مع المنتج الأصلي لذلك يفضل أغلب الناس شراء المنتج المقلد مما يشكل أزمة لدخل الأندية
وصلت حقوق بث مباريات الدوري الإيطالي في عام 2017 لـ 371 مليون يورو سنويًا سابقًا كانت 190 مليون يورو فقط
والتي لا تقارن مع الدوري الإنجليزي الذي وصلت عقود رعايته في 2015 لـ 5 مليار و 136 مليون جنيه استرليني (7 مليار و837 مليون دولار).
الفرق الواضح لا يمكن علاجه حتى بعد إعادة هيكلة بيع الحقوق من فردية إلى جماعية خاصة برابطة الأندية بأكملها في 2010

البنية التحتية للملاعب

خسرت إيطاليا أمام فرنسا محاولة استضافة يورو 2016 لم يكن الأمر مفاجأة .
لكن بالنسبة لكرة القدم الإيطالية عمومًا ، كانت خسارة الفرصة لإصلاح البنية التحتية للملاعب بتمويل حكومي.
العديد من الملاعب التي تستضيف مباريات الكالتشيو اليوم هي من حقبة الحرب العالمية الثانية ( باستثناء ملعب يوفنتوس الجديد).
تم تجديد الملاعب قبل كأس العالم 1990 ولكن بعد 29 عامًا ، أصبح من المقبول أن نقول أنها عفا عليها الزمن.
يوفينتوس ، أتلانتا ، ساسولو ، واودينيزي أربع أنيدة إيطالية فقط تمتلك ملاعب خاصة بها
لذلك إدارة الملاعب كلها مسؤولية بلديات المدن التي تعاني من ميزانيات ضعيفة في ظل التراجع الاقتصادي.
وبسبب تدهور أحوال المرافق وسوء الملاعب انخفض معدل حضور المباريات في السنوات الأخيرة إلى حوالي 16 ألف مشجع بفارق كبير عن باقي البطولات المحلية الآخرى
مسألة الملاعب المشتركة تضيع على الأندية فرص كبيرة للدخل عن طريق عوائد الإعلانات في الملعب أو بيع اسمه للشركات الكبرى
وما يحتاج إليه الكالتشيو هو أن يكون لدى جميع الأندية ملاعبها الخاصة التي يمكنها إعادة المشجعين ، وبالتالي تحقيق إيرادات أكبر.

الفضائح

قاعة المحكمة التي عقدت فيها محاكمة لوتشانو مودجي المدير العام السابق لنادي يوفنتوس
أخيرًا وليس آخرًا ننتهي بما أصبح يمكن اعتباره الموضوع المفضل لكرة القدم الإيطالية
فإذا تحدثنا عن الفساد الرياضي في العالم ستتوجه كل الأنظار ناحيه إيطاليا حتى لو تعافت الأندية من الأضرار التي لحقت بها جراء الفضيحه في عامين
لكن كالتشيوبولي سيظل علامة مظلمة في كرة القدم الإيطالية وأحد أهم أسباب تدهور وانهيار الكالتشيو
مع هبوط يوفينتوس وانخفاض عقود الرعاية بدأت أندية الوسط في تمثيل ايطاليا اوروبياً
وأثرت نتائج الأندية السلبية في أوروبا على نقاط الاتحاد الايطالي في التصنيف الاوروبي .
مما أفقده في النهاية البطاقة الرابعة في دوري الأبطال لصالح ألمانيا
في 2011/12 فضيحة مراهنات جديدة تضرب الدوري الإيطالي سببت حدوث تحقيقات في أربع فرق
واعتقال لاعبين مثل جوزيبي سينيوري ومورونبي وإيقاف كونتي مدرب يوفنتوس وقتها لمدة أربعة أشهر.

فشل الدوري الإيطالي في تسويق وبيع منتجه داخل السوق في أسيا والولايات المتحدة مثل ما فعل نظيره الإنجليزي
بجانب دخول لوائح وقوانين مالية جديدة في عام 2011 سببت عدم قدرة تلك الأندية على الإنفاق دون مراجعة موارد النادي
ظهرت حلقة مفرغة من فشل في دفع أجور اللاعبين ومحاولة التعاقد مع مدربين بأجور منخفضة لتوفير الميزانية
عائلات باتسيني في روما وبيرلسكوني مع الميلان وموراتي في الإنتر كانت دائمًا العائلات هي المتحكمة في النادي وسياساته
وليس هناك نظام يعتمد على انتخاب جماهير النادي لرئيسها مثل ما يحدث في أندية إسبانيا على سبيل المثال
ومع الأزمة المالية وارتفاع الضرائب وهروب النجوم وفضائح الأندية تراجعت النتائج على المستوى القاري والمحلي.
وبالتالي واجهت الأندية الإيطالية صعوبة في المنافسة على اللاعبين مع الأندية في الدوريات الأخرى أو الإحتفاظ باللاعبين البارزين
لم تعد إيطاليا جاذبة لعظماء مثل دييجو مارادونا وميشيل بلاتيني وماركو فان باستن أو باتيستوتا
بدلاً من ذلك ، أصبحت الآن ملجأ للاعبين كبار السن أصبح المكان الذي يضم فيه المنبوذين من بطولات الدوريات الأخرى
مع بعض الشباب الصاعدين ولاعبين قريبين للإعتزال أصبحت البطولة مجرد منافسة متوسطة المستوى
سابقًا كان الدوري الإيطالي المكان المفضل للكرة الذهبية مثلما حدث مع المرشحين الثلاثة أعوام 1988 و 1989 و 1990
قبل أن تتحول الوجهه ناحيه الدوريات الآخرى لتكون طعنة جديدة تضرب صدر الدوري الإيطالي.

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار