كل الرياضاتالكتالوني المصري ومحمد صلاح.. قصة عاطفة قتلتها الآلام

الكتالوني المصري ومحمد صلاح.. قصة عاطفة قتلتها الآلام

- Advertisement -
- Advertisement -

يستقبل برشلونة على ملعبه “كامب نو” نظيره ليفربول وذلك لحساب ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا.

اللقاء بكل ما يحمله من قوة واحتدام فإنه أيضًا يملك في طياته مناسبة خاصة وتجربة استثنائية لمشجعين الفريق الكتالوني “المصريين” كون الريدز يملكون بين صفوفهم اللاعب الأقرب لقلوب كل مصري “محمد صلاح”.

وضعية عاينها محبي ريال مدريد المصريين كذلك ولكن في الموسم الماضي حينما واجه فريقهم كتيبة يورجن كلوب في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2017/2018.

المشجع المصري للفرق الأوروبية التي تواجه مواطنه المحبوب يصبح نسبيًا في حيرة من أمره وتختبر جدًا مشاعره لتشتتها ما بين مؤازة فريقه الذي يحبه ويتعلق به منذ سنوات وسنوات وبين تشجيع لاعبهم المصري.

النجاحات المُدوية والمشرفة جدًا لهم التي يُدونها محمد صلاح بتسجيله إلى الآن 69 هدفًا مع فريقه الإنجليزي منذ مجيئه فقط الموسم الماضي تُنمي أكثر شُتات تلك العاطفة خاصةً عندما يتعلق أيضًا قيمة الرهان بنصف نهائي أو نهائي بطولة كدوري أبطال أوروبا قد ينالها لاعب من ذوي جلدتهم.

توجهات المشجعين المصريين وأخُص بالذكر من عاينوا الأمر مسبقًا وهم مُحبي الميرينجي والمعنيين الحاليين عاشقي البلوجرانا يمكن اكتشافها بالنظر إلى تفاصيل وحيثيات ظروف فرقهم الراهنة والماضية إضافة إلى طموحهم.

لا يمكن الجزم حول ذلك لكن نسبيًا يمكن توقع ان مشجعي ريال مدريد المصريين ولأكون أدق أكثر، جزء منهم قد وقع في حيرة من أمره بطريقة أقوى بقليل من تلك التي يواجهها أعدائهم الكتالونيين الآن، ليس لأن حبهم أقل أو أكثر ولكن لاعتبارات نفسية وتاريخية.

كتيبة الرئيس “فلورنتينو بيريز” قبل نهائي موسكو الموسم الماضي كانوا قد حققوا الأميرة الأوروبية ثلاث مرات من أصل أربع أخيرة من بينهم اثنتين متتاليتين وأخيرتين للبطولة آنذاك مع آنيقهم الفرنسي “زين الدين زيدان”.

هذا الجزء من مشجعي “لوس بلانكوس” المصريين حتى وإن كان فريقهم كان ولا يزال لا ينجح محليًا كثيرًا لكن ما حُقق أوروبيًا قبل حتى نهائي ليفربول خلق مقدار ولو قليل جدًا من تشبع النجاح في هذه المحافل الأوروبية نظرًا لطبيعة البشر ليس إلا.

الأمر لم ينتهي ولم تتماسك الرواية بطريقة مقنعة إلى الآن، زيادة وطأة ومنعرج ذلك الصراع النفسي طُور بمزج تلك التفاصيل حتى ولو كانت بسيطة لمشجعي الريال المصريين أو غيرهم الذين يملكون جينات فريقهم النهّمة دائمًا، مع ما كان يحققه صلاح في هذا الموسم.

انفجار فني وتهديفي صنعه جناح ليفربول في السنة الماضية لحساب بطولتىّ “البريميرليج” ودوري أبطال أوروبا يرعاها 44 هدفًا يُزين مجهوداته من بينهم 32 توجته هدافًا للدوري الإنجليزي كأكثر رصيد لعدد من الأهداف لمحقق هذا اللقب في البطولة الإنجليزية بنظامها الجديد.

تتويج محمد صلاح ببطولة دوري أبطال أوروبا كان سيجعله تقريبًا المرشح الأبرز للظفر بالكرة الذهبية التي تُمنح من “الفيفا” بالنظر إلى تلك المُعطيات الوازنة جدًا.

هنا بدأت إحداثيات الأمور تتكالب على مشاعر وعاطفة المصريين الذين يشجعون ريال مدريد أو غيرهم ممن هم يدعمون البارسا أو البايرن ميونخ إذا ما وضعوا في أمر مشابه وبهذه الخصوصية.

مشاهدة إعجاز قد يحققه مصري لم يصل إلى عُمق تداعياته وأهميته أى مواطن أخر كان أمر خصب جدًا لُيسيل لُعاب الجميع.

والأكثر من ذلك هو عند تذكر ان احتمالية من كان سيكسر هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على التتويج بلقب الكرة الذهبية التي استمرت في العشر سنوات الأخيرة آنذاك هو مصري و يُدعى “محمد”، كل ذلك كان يلوح في الأفق ويضرب بقوة على قلوب مشجعي ريال مدريد في مصر.

مُعاناة قتلت العاطفة:

الأمر يختلف نسبيًا بتفاصيله النفسية أيضًا والوقتية مع المعارضين السياسيين المتواجدين في إقليم كتالونيا والذين يملكون مشجعين كُثر لهم في مصر.

برشلونة وعلى عكس أعدائهم في العاصمة المدريدية لديهم نجاحات محلية صارخة في الثلاث سنوات الأخيرة كان أخرها تحقيق لقب بطولة الدوري الإسباني لموسم 2018/2019 منذ يومين وانتظار لعب نهائي بطولة “كأس الملك” أمام فالنسيا في الشهر القادم.

الفريق وإن كان يتألق محليًا لكنه يظهر بوجه شاحب جدًا أوروبيًا في تلك السنوات ويخرج دومًا من دور مبكر وهو الربع النهائي، تارةً الخروج من أتليتكو مدريد، وتارةً آخرى من يوفنتوس، وآخيرة كسرت قلوب المشجعين تمامًا حينما آتت من ذئاب العاصمة الإيطالية.

ربط تلك الخيبات مع الإعجاز الذي كان يحققه أعدائهم المدريديين بتحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا في ثلاث مناسبات متتالية زاد من وطأة تلك الآلام جدًا للجماهير.

لكن لكل قصة نهاية، فمع أعنف تجليات الشر الكروي التي يمارسها برشلونة في منافساته المحلية هذه السنة خاصةً، حيث يُعاين الكتلان الآن سلسلة من اللا هزيمة بلغت 23 مباراة آخيرة لحساب منافسات الدوري الإسباني.

ترسيخ جودته وثقافته أكثر في مسح محيطه الداخلي تمامًا بالفوز على عدوه التاريخي ريال مدريد في 3 من أصل 4 مبارايات أقيمت بينهما هذه السنة لحساب بطولتيّ الدوري وكأس الملك، من بينهم اثنتين متتاليتين جعلته يذهب كجُثة هامدة ومفككة أمام أصدقائهم في الأياكس.

الإنتاج والصناعة المحلية الراقية والدؤوبة فُعِّلت أخيرًا في المُعتركات الأوروبية للفريق الكتالوني وصعد للدور نصف النهائي من البطولة المشؤومة وأصبح لا يفصله سوى ثلاث لقاءات للفوز باللقب الأوروبي.

بين السطور يواجه البلوجرانا الآن المنافس الأصعب نظريًا “ليفربول” من بين الثلاث المتصارعين على اللقب مع كتيبة فالفيردي.

توقعات الأوراق وتوجهات المُتيّمين لا يُمثل ولا يُنقص شيئًا في مفهوم الجلد المُدور الخداع دائمًا، سواء من توتنهام الطموح والقوي مع الماكر بوتشيتينو، أو من أياكس الشاب المميز جدًا فنيًا وبدنيًا.

هى اعتبارات فقط تتعلق بالتجربة والثقافة وقوة تشكيلات الفرق الحالية إلى جانب التاريخ ايضًا، كل ذلك يخدم أكثر العملاق الإنجليزي في مقارناته مع الكلاسيكي الهولندي ورفيقه اللندني.

جُزء قَيّم جدًا من مصير البطولة يُلعب في “الكامب نو” و”الأنفيلد”، لذا فالطموحات الحقيقية والأحلام الكبيرة لكل مشجع لبرشلونة مصري كان أو أجنبي اصطدمت مع مصير محمد صلاح.

ترويد عاطفة المشجعين المصريين نحو صديقهم صلاح تصعب جدًا مع ذلك الاشتياق الأوروبي الحالم وفورة الأدرينالين التي تتزايد ببذخ مع المجهودات المُضنية والملموسة التي يقدمها برشلونة هذه السنة.

يسهُل نسبيًا الكشف عن الواجهات التي تمثل أعمدة الأساس التي يرتكز عليها شعار المرحلة لمشجعي برشلونة في تنافسهم الأوروبي القادم.

“لا تراجع ولا استسلام” وقتل العاطفة نحو الصديق الأكثر حميمية “محمد صلاح” أو أي شيئًا أخر قد يقف حائلًا دون تحقيق الأميرة الأوروبية وكسر هيمنة ريال مدريد خاصةً.

بين الكواليس هُناك مُراد أخر يُثلج تحقيقه قلوب جميع مشجعي برشلونة ويُدجج ويُرسخ أكثر مفهوم ذلك الحلم الأوروبي..

رد الجميل:

الانتصار على محمد صلاح عاطفيًا وعلى رفقائه رقميًا لن يقرب البارسا فحسب من تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا لكن سيجعل معشوقهم الأول في التاريخ والكادح المُخلص الممتع دائمًا “ليونيل ميسي” قاب قوسين أو أدني من الفتك أخيرًا بكرته الذهبية السادسة.

يعّز كثيرًا على محبي البارسا المصريين أو غيرهم أن لا يروا “البرغوث” يُتوج باللاعب الأفضل في العالم لحساب الثلاث سنوات السابقة بسبب الفشل الأوروبي بالتأكيد، على الرغم من الخدمات الفنية والتهديفية الجليلة جدًا التي كان يقدمها في هذه المواسم.

الإيماءة الرقمية قد تجعل الجميع يتفهم ويعّي عاطفة الكتالونيين الجياشة لدفع “ليو” نحو ملاذ جائزة الفيفا مُجددًا حيث سجل 140 هدفًا وصنع 57 آخرين لحساب الثلاث سنوات الماضية في جميع منافسات الفريق.

تُوج صاحب ال31 عامًا بجائزة الحذاء الذهبي في آخر موسمين كأكثر من سجل أهدافًا في الدوريات الأوروبية ومُرشح لقنصها أيضًا للمرة الثالثة على التوالي في هذه السنة.

وقع ميسي على 34 هدفًا في “الليغا” ويبتعد ب4 أهداف عن ملاحقه هداف الدوري الفرنسي “كيليان مبابي” الذي يملك 30 هدفًا.

مع إيداع ال140 هدفًا الذي سجلهم نجم برشلونة لحساب الثلاث سنوات العجاف الأوروبية الماضية في جانب، فهذه السنة أيضًا ظل هذا العبقري يُمشط بأسلحته الناعمة لقاءات فريقه الأوروبية والمحلية.

تسجيل 46 هدفًا وصناعة 22 أخرين هى حصيلة ميسي في هذه السنة لحساب جميع المسابقات، 34 تجعله هدافًا للبطولة الإسبانية و10 تضعه في أعلى قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا.

منحت أهداف “البولجا” فريقه في الدوري بصورة رسمية 17 نقطة، هو أكثر بالمناسبة من فارق النقاط الذي بين برشلونة ومُطارده المباشر على اللقب في هذا الموسم فريق أتليتكو مدريد بمقدار 8 نقاط.

الأكثر من ذلك فقد شارك نجم البارسا بشكل مباشر في 59% من أهداف فريقه التي أُحرزت..

التضحيات العتيقة تِلك من ميسي بنبشه العميق في ترسانته الفكرية والذهنية وما يتبعه من إبداعات تِقنية وفعالية تهديفية مُجهزة بدوام كامل لا ينقطع، جعلت معشر الكتالونيين من المُحيط إلى الخليج بل حتى زُملائه اللاعبين يأملون بجلب البطولة من أجل عيونه ورد هذا الجميل الكبير له.

المهمة الغير مُعلنة:

شحذ محمد صلاح أكبر قدر من التشجيع والمساندة حتى ولو من أروقة متباريه الكتالونيين المصريين يقف ضده شئ سري نسبيًا ليس في الكواليس فحسب بل متوغل باحتقان داخل جدران بيوت البرشلونيين وعروقهم ودماءهم هم شخصيًا.

مجئ “كارلو أنشيلوتي” والشرير الهادئ زيدان جلب لريال مدريد أوروبيًا وقاريًا في خلال 5 سنوات فقط غنائم ومكاسب أكثر من تِلك التي جمعها برشلونة تقريبًا في ال13 سنة الماضية خاصةً وأنها شهدت حقبته التاريخية بأرماداتها الفنية والتدريبية.

فاز “زيزو” وأستاذه “الإيطالي” ب4 بطولات لدوري الأبطال الأوروبي، و3 ألقاب من السوبر الأوروبي إلى جانب 4 بطولات من كأس العالم للأندية، كل ذلك مجموعه 11 لقب.

برشلونة مع فيلسوفه التدريبي “بيب جوارديولا” ورساميّه “تشافي” و”إنييستا” وعُنفوانه الأرجنتيني “ليونيل ميسي” إضافة إلى المدربيّن “لويس إنريكي” و”فرانك ريكارد” قد جلبوا منذ عام 2006 أربعة بطولات لدوري أبطال أوروبا و3 كأس السوبر الأوروبي إضافة إلى مثلهم في بطولة كأس العالم للأندية، مجموع كل ذلك هو 10 بطولات.

مؤكد أن فوارق النجاحات والبطولات المحلية تسجل تفوق بشكل كبير لبرشلونة على ريال مدريد خاصةً في الإحدى عشر سنة الماضية.

لكن يصعب تقبل أيضًا فكرة أن حتى مع تلك الحقبة التاريخية للنادي، قد صعد خلالها منافسيهم لمنصات التتويج الأوروبية أكثر منهم، نعم الفارق بطولة لكن بعدد سنوات أقل.

هامش عدم النجاح النسبي وذلك عند المقارنة مع انتهازية تحقيق البطولات الأوروبية التي امتلكها أبناء العاصمة المدريدية يغذي الجانب السيكولوجي للاعبين وجميع محبي الفريق الكتالوني أكثر للنجاح ومحاولة الفوز بالبطولة مهما كلف الأمر.

التفوق أمام الأياكس والسبيرز إضافة إلى ليفربول سيجلب نجاح مقبول متمثل في الفوز للمرة الخامسة لبرشلونة ببطولة دوري أبطال أوروبا في تلك الحقبة التاريخية، التي بدأ بصناعتها منذ 15 عامًا.

يعادل ما حققه ريال مدريد في ال5 سنوات الذهبية له، وسيحفظ برشلونة ماء وجهه أكثر بالتفوق ب5 ألقاب لبطولة دوري أبطال أوروبا في مقابل 4 لغريمه في الحسبة الرقمية والتاريخية الصغيرة المذكورة للسنوات القليلة الماضية.

تلك الحيثيات المُعتبرة وغيرها كبداية كبر سن ميسي الذي سيكمل عامه ال32 الشهر القادم ومحاولة استثمار قدارته الخارقة قدر الإمكان قبل الإعتزال لجنىّ ثمار جميع البطولات والمكاسب الممكنة، فيصعب جدًا إن لم يكن مستحيلًا تعويضه مستقبلًا.

يجدر التذكير أيضًا أن محمد صلاح يمتلك هذه المرة فرصة أخرى للتتويج بلقب أخر وهو الدوري الإنجليزي حيث يتخلف بفارق نقطة واحدة فقط عن مانشستر سيتي المتصدر.

يدخل ذلك في حسبة المشجع المصري للبارسا بأن هناك مُعوضات نوعًا ما عكس ما عاينه الموسم الماضي الذي تلاقي فيه هو ومشجعي ريال مدريد في نقطة تحدي واحدة ومفترق طُرق حاسم للقب يتيم.

دون نسيان أيضًا أن محمد صلاح يصعب نسبيًا الترشح لنيل الكرة الذهبية في هذه السنة عكس الماضية حتى وإن كان هو هداف البريميرليج برصيد 21 هدفًا لكن الأداء والمردود برمته فنيًا وتكتيكيًا يشوبه ملاحظات سلبية نوعًا ما عند المقارنة خاصةً مع الموسم الماضي.

التبعات الدقيقة تلك تقلل الزخم والتفكير وتسهل إعطاء القرار حول مُعضلته المتعلقة بفقدان أو إعطاء العاطفة له في حسابات مشجعي برشلونة المصريين.

العوامل المباشرة والغير مباشرة تمهد بشكل ملموس للمشجع المصري اختيار تشجيع فريقه الإسباني هذه المرة على حساب مواطنه نظرًا لأن تحقيق اللقب هذه السنة ينقذ سوابق تاريخية ماضية ويُساعد بشكل كبير في خلق مستقبل وحاضر مشرق.

تعليقات الفيس بوك

الكاتب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

اخر الأخبار