كابوس استيقظت عليه جماهير القلعة الحمراء مع خسارة نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي، واستمرار غياب البطولة الأغلى عن خزائن المارد الأحمر منذ 6 سنوات، في نهائي شهد الكثير من الخلل الإداري والتخبط، بالإضافة إلى المستوى الباهت الذي ظهر عليه أغلب لاعبي نادي القرن الأفريقي، لتصدم الجماهير الحمراء بحقيقة ما آلت إليه الأمور داخل جدران النادي الأهلي وخاصة قطاع الكرة لتصب غضبها العارم على مجلس الإدارة بعد هذه الخسارة.
صبت الجماهير الحمراء غضبها على كل عناصر قطاع الكرة في النادي الأهلي، دون أن يعفى أحد من تحمل مسؤولية مستوى الفريق الذي وصل إليه، ولكن توجهت الغالبية العظمى من أصابع الاتهام صوب مجلس إدارة النادي الأهلي، والذي يرأسه أسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب، والذي يرأس لجنة الكرة بالنادي أيضا، وكان السبب الرئيسي في تحميل مجلس الإدارة المسؤولية هو عدم دعمهم لفريق الكرة بالصفقات التي يطمح لها الجماهير والتي تستطيع أن تكون على مستوى النادي الأهلي، وهو ما ظهر بصورة كبيرة خلال المباراة النهائية، بالإضافة إلى اتهامهم بتعيين مسؤولين في لجنة الكرة والتعاقدات محاباة لهم وأنهم ليسوا أصحاب كفاءة لتولي هذه المناصب.
سوف نركز خلال هذا التقرير على الثورة الشاملة التي يجب يقوم بها مجلس إدارة الأهلي على المستوى الإداري على كافية الأصعدة من أجل الخروج من هذه الأزمة، وتطوير قطاع الكرة بما يتناسب مع طموحات الجماهير الحمراء.
لجنة الكرة:
يترأس الكابتن محمود الخطيب لجنة الكرة بالنادي الأهلي، والتي يعاونه فيها كلا من الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي “زيزو” وعلاء عبدالصادق، اسمان نالا الكثير من السخط الجماهير، متهمين إياهم بعدم الكفاءة لتولي مثل هذه المناصب الهامة في قطاع الكرة، حيث أن لجنة الكرة هي التي تدرس احتياج الفريق الأول، وهي التي أقرت في الصيف الماضي أن الفريق يمتلك عناصر مميزة ولا يحتاج إلى صفقات كبيرة، ومع مرور الوقت ثبت خطأ رؤيهم والتي أدت إلى وقوع الكارثة.
يجب أن يبدأ إصالح قطاع الكرة بتغير لجنة الكرة بالنادي الأهلي، وتولي أشخاص ذو كفاءة وعين خبيرة في اختيار اللاعبين الذين يستطيعون تمثيل النادي الأهلي ويكونوا على مستوى طموح الجماهير الأحمر، وما أكثر الكفاءات التي يتمتع بها أبناء النادي الأهلي، وقد يأتي على رأس هذه الكفاءات الكابتن محسن صالح، صاحب الرؤية الفنية المميزة، حيث ظهر ذلك جليا عندما كان مديرا فنيا للنادي الإسماعيلي حيث أخرج جيلا من النجوم أفاد الكرة المصرية كافة بعد ذلك، بالإضافة إلى كابتن زكريا ناصف وعلاء ميهوب بالإضافة إلى الكابتن طه إسماعيل، كل هذه الأسماء على سبيل المثال وليس الحصر، ولكن إذا أراد الأهلي العودة إلى الطريق الصحيح يجب أن يبدأ التغيير بلجنة الكرة.
لجنة التعاقدات:
يتولى الكابتن محمد فضل، لاعب النادي الأهلي السابق، مهمة مسؤول التعاقدات بالنادي الأهلي، وهو القرار الذي لقى اندهاش نسبة كبيرة من جماهير النادي الأهلي عند الإعلان عنه، نظرا لقلة خبرته في هذا الجانب وقلة تجاربه، خاصة مع الوضع الحرج الذي يعيشه النادي الأهلي، والمنافسة الشرسة مع المنافسين في سوق الانتقالات حاليا، ولكن صبرت الجماهير الحمراء على لاعب الفريق السابق من أجل إثبات كفاءته في هذا المنصب، وهو ما فشل فيه شكلا وموضوعا.
من غير المقبول في فترة سوق الانتقالات السابقة، والجميع يسعى إلى تعزيز صفوف فريقه أن ترى جماهير نادي القرن الأفريقي مسؤول الصفقات الخاص بناديها متواجد في روسيا من أجل تغطية كأس العالم رفقة القناة الإعلامية التي يعمل بها، وخرج بعد ذلك مبررا عدم تعاقد الأهلي مع أي لاعب سوى ساليف كوليبالي، في صفقة مجانية، بأن الفريق لا يحتاج لأي تدعيمات، وأن العبرة ليست بالكم فقط، ليظهر مع مرور الوقت أن الفريق كان يحتاج الكثير من التدعيمات والمراكز قبل بداية الموسم، ومع استمرار العمل الإعلامي لفضل وقلة خبرته في العمل الإدارة المنوط به فيجب عليه اعفاء فضل من مهمته في النادي الأهلي، وإسناد المهمة إلى شخص ذو كفاءة ومتفرغ لعمله مع المارد الأحمر، والأهم أن يكون صاحب قدرة للعمل تحت الضغط والصراع مع المنافسين المتواجدين حاليا.
وعندما نتحدث عن الكفاءة في هذا المنصب، فيجب أن نذكر الكابتن هيثم عرابي، والذي استطاع خلال فترة قليلة للغاية داخل أسوار النادي الأهلي أن يحقق نجاحا باهرا ويساهم بصورة كبيرة في بناء فريق النادي الأهلي والذي ساهم بعد ذلك في الفوز بلقب الدوري لمدة ثلاث مواسم، وتولى عرابي المهمة في وقت مشابه للذي نعيشه الآن على النادي الأهلي، حيث عانى المارد الأحمر من وجود لاعبين غير قادرين على تمثيل النادي الأهلي، وخسارة الأهلي لبطولتي الدوري والكأس أمام المنافس التقليدي نادي الزمالك، ليكون عرابي هو طوق النجاة لمجلس إدارة النادي الأهلي آنذاك ويقوم بعمل سوق انتقالات تاريخي يعود بالأهلي للقمة من جديد، وسط صراع كبير مع النادي الزمالك وتحمله لكثير من الصعوبات.
الجهاز الفني:
يتولى الفرنسي باتريس كارتيرون الإدارة الفنية للنادي الأهلي منذ بداية الموسم الحالي، وسيكون من الظلم الحكم على المدرب الفرنسي حاليا مع خسارته للبطولة الأفريقية، حيث أنه لم باختيار اللاعبين الذين يحتاجهم في الفريق، ولم يقم بإبرام أي صفقات سوى التعاقد مع ساليف كوليبالي، كما أنه أكمل البطولة الأفريقية بقائمة لم يختارها بنفسه بل فرضت عليه، وهو ما يجعل الحكم عليه غير منصف، على الرغم من أن الفريق لم يظهر له صورة منظمة أو أسلوب لعب ثابت يبشر بوجود شئ يحاول اللاعبين تنفيذه على أرضية الملعب، ولم يظهر الأهلى بمستوى فني مقبول سوى في دقائق معدودة منذ بداية الموسم، إلا أنه يحتاج الحصول على فرصة كاملة للحكم عليه مع التعاقد مع اللاعبين الذين يطلبهم ويستطيعون تنفيذ طريقة لعبه، وقتها يكون الحكم عادل.
أما الكابتن محمد يوسف، والذي يتولي مهام مدير الكرة بجانب كونه مدرب عام، فلم يستطع يوسف القيام بمهام هذا الدور بصورة كاملة، فشاهدنا العديد من حالات الخروج عن النص من لاعبي الفريق، والعديد من الأزمات التي ضربت الفريق، مثل أزمة ناصر ماهر والملعب الخماسي، وهذا يجعلنا نطالب بتعيين شخص يقوم بمهام مدير الكرة وحدها واستمرار الكابتن يوسف كمدرب عام للفريق، ويأتي على رأس الملائمين لهذه المرحلة الكابتن سيد عبدالحفيظ والذي أدى هذا الدور عدة مرات ونجح فيه بصورة مقبولة، فيستطيع فرض حالة من الالتزام على الفريق واللاعبين من جديد.
ليندمان، مدرب الأحمال البدنية في النادي الأهلي، والذي نال هجوم شرس من جماهير النادي الأهلي والتي عبرت عن عدم رضاها عن المستوى البدني الذي وصل إليه عناصر الفريق، كل مباراة أصبح أمر طبيعي خروج أحد لاعبي الأهلي مصابا بإصابة عضلية تحت قيادة ليندمان، إصابات عضلية تضرب الجميع، والمستوى البدني للفريق نفسه يتراجع بصورة ملحوظة بعد مرور 60 دقيقة من عمر المباراة، ينهار المردود البدني لعدد كبير من لاعبي الفريق، قد يكون لازدحام جدول مباريات الأهلي عامل في ذلك، ولكن يجب أن يكون لدى المعد البدني حل لذلك بتخفيف الأحمال البدنية في التدريبات أو غير ذلك، لذلك فإن مايكل ليندمان قد فشل مع النادي الأهلي ومستوى الفريق البدني لا يرضي أحد، لذلك من الأفضل رحيلة والاستعانة بشخص ذو كفاءة عالية لأن الجزء البدني أصبح حاليا من أهم عناصر نجاح أي فريق.
أما بالنسبة لحراسة المرمى، فمستوى حراس مرمى النادي الأهلي علامة استفهام كبيرة، يقوم الثلاث حراس بأخطاء غير مفهومة عند مشاركتهم في المباريات، بعضهم يكون بسبب استهتار من الحارس ذاته، والبعض الآخر يدل على تراجع المستوى الفني لحراس مرمى النادي الأهلي، ويعتبر الكابتن مصطفى كمال شريك رئيسي في هذا التراجع، حيث عانى حراس الزمالك نفس التراجع عند تولي كمال مهمة تدريب حراس الزمالك رفقة الكابتن إيهاب جلال، وهو ما يجعل توجيه الشكر لمدرب الحراس الحالي للنادي الأهلي وتعيين مدرب حراس ذو كفاءة عالية خطوة مهمة من أجل تطوير مستوى حراس النادي الأهلي خلال الفترة القادمة، ولا ننسى أن مركز حراسة المرمى يمثل نصف قوة الفريق ويعطي الأمان لباقي عناصر الفريق، وأنا أؤيد فكرة التعاقد مع مدرب حراس أجنبي لتطوير مستوى حراس الأهلي.
نختم حديثنا هذا بطبيب النادي الأهلي، الدكتور خالد محمود، والتي وصلت معه الحالة الطبية للاعبي الفريق إلى وضع يرثى له، فأصبح اللاعبون يغيبون بالأشهر بصورة مبالغ فيها، لا يوجد لاعب يصاب ويعود في وقت طويل، بالإضافة إلى تكرر الإصابات اللاعبين من جديد بعد عودتهم، وهو الأمر الذي تكرر عدة مرات آخرهم إصابة عمرو السولية في مباراة الترجي الأخيرة بعد عودته من الإصابة، ولم يلعب سوى ما لا يزيد عن الشهر، وهو ما يجعل الوضع الطبي في النادي الأهلي علامة استفهام كبيرة يجب التدخل وحلها فورا لأن هذا الوضع يحرم المدير الفني من لاعبيه فترات طويلة ومع زيادة مدة إصابة اللاعب تقل حساسيته على أرضية الملعب ويحتاج لوقت طويل لاستعادة مستواه، وإن كان الأهلى يريد النهوض بالمستوى الطبي للفريق، عليه التعاقد مع فريق طبي أجنبي كامل يعمل على هذا الملف بصورة كاملة في الفترة القادمة.